Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
l'immortelle naziha
24 janvier 2010

أثر الفراشة

naziha_001دون ضجيج ودون افتعال تواريخ (لا فرق ولا أربعينية ولا سنوية)، اختارت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات تكريم روح عضوة مكتبها التنفيذي المناضلة والمحامية والصديقة نزيهة جمعة التي رحلت أواخر أكتوبر من السنة التاسعة من الألفية الثالثة، وذلك من خلال تنظيم لقاء محبّة احتضنه فضاء »التياترو« وحضره أصدقاؤها وصديقاتها وعائلتها وبعض أساتذتها وزملاؤها وزميلاتها في مكتب جمعية قدماء معهد نهج روسيا، وزميلاتها وزملاؤها من المحامين والكثير من معارفها ومحبّيها.
هذه المرأة التي حُظيت في حياتها ومماتها بإجماع على صدقها ونضاليتها وعلى إعجاب بحجم عطائها وخصوصا بضحكتها الرنانة في كل وقت وكل زمن... فكأنّها كانت تعبّ من الرحلة أزهى لحظاتها وتقتطف من الزمن المادّي مابه تؤثث ذاك الزمن السردي الذي رَحلَتْ إليه...
بإجتهاد كبير من المبدعة المخرجة الشابة »أمينة جبلون« صديقة الحركة الحقوقية والديمقراطية في تونس، تمكّنت جمعية النساء الديمقراطيات أن تقدّم لضيوفها شريطا وثائقيا حول مسيرة نزيهة جمعة... منذ صفاء الطفولة الذي كان يُشعّ من صورها ذات الأبيض والأسود وحتى ارتداء ثوب المحاماة الداكن الذي كان سبيلها للإصطفاف دومًا إلى جانب القضايا العادلة... إذ كانت تساند الطلبة والموقوفين السياسيين وتنضّم الى لجان مساندة الاشكال الاحتجاجية السلمية، وكانت تتنقّل إلى حيث مواطن الألم والاصرار... فتزور طلبة سوسة المضربين عن الطعام وتذهب بعيدًا للمرافعة في حق مساجين انتفاضة الحوض المنجمي... وكانت دائمًا في الإستماع للنساء ضحايا العنف اللواتي كنّ يتردّدن على مركز الإستماع الذي أقامته الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات... كانت تتبنّى قضاياهنّ وتدافع عن حقوقهنّ حدّ الحبّ والتعب...
احتفاء بصدق »نزيهة جمعة« تكلّم عنها أصدقاؤها وصديقاتها، واحتفاء بإبتسامتها الدائمة وعشقها لمحمود درويش قرأت لها يسرى فراوس ما تيسّر من »أثر الفراشة« وممّا تيسّر من أبيات ومقاطع كتبت في ذكرى من لفهما ذات الرداء... رداء الغياب... درويش وعاشقته نزيهة جمعة...
كما غنّت لها الفنانة الملتزمة لبنى نعمان بصوت فائق الروعة من ألحان رضا الشمك ومن كلمات درويش... ثمّ غنّت لأصدقائها وصديقاتها الحاضرين بعضا ممّا صدح به الشيخ إمام... غنّت لبنى نعمان بصوتها الشجي فأطربت وأشجت، غنّت فَرَانَ على قاعة »التياترو« صمت قُدسي أدخل الجميع في جوّ من التراتيل المموسقة... على نغماته جفّف الكلّ دموعه وقال حتما إنّه الخلود لنزيهة جمعة...
حتما كانت روحها هناك في الأعالي ترفرف وتستقبل النغمات، وعلى أطرافها كانت تُرسي تلك الشهادات الوفيّة التي انسكبت من أفواه زملائها وأصدقائها (حميدة البور، منية العابد، نجاة اليعقوبي، عبد الستار بن موسى، عبد الناصر العويني، مريم الزغيدي، عادل غزال... ومن فم من دافعت عنهنّ من النساء ضحايا العنف...).
وانسكبت خاصة من قلب المحامية المناضلة »ليلى بن دبّة« صديقتها التي أجهشت محبّة وقالت فقط »أحبّك نزيهة« »نحبّك برشة«.
سلمى الجلاصي

Publicité
Publicité
Commentaires
l'immortelle naziha
Publicité
Archives
Albums Photos
l'immortelle naziha
Newsletter
Publicité